د. حنان درويش عابد
تؤدي الموارد البشرية المؤهلة دورا كبيرا في النشاط الاقتصادي ، فهي التي تقود بقية عناصر الانتاج الأخر ى ، وهي العنصر الحيوي والفعال في احداث التغيير اللازم لرفع مستوى الانتاجية والأداء في مختلف المنظمات الانتاجية والخدمية ، ولا يتحقق النمو والتطور للموارد البشرية إلا بالتدريب ، فالتدريب مردوده الايجابي على عائد المؤسسات الانتاجية والخدمية ، ذلك لأنه يعد الوسيلة المثالية للمحافظة على الموارد البشرية للمؤسسات الانتاجية والخدمية والاهتمام بتدريب الموارد البشرية وتنميتها يزيد من كفاءتها وإتقانها للعمل مما يمهد لها الطريق للترقي الوظيفي فينعكس ذلك ايجاباً على العمل والإنتاج لكن بعض الموظفين لديهم نظرة سالبة تجاه برامج التدريب ، فهم يعتقدون ان برامج التدريب ما هي إلا فرصة للراحة والاستجمام والهروب من عناء الروتين والدوام ، ولذلك نراهم يتغيبون عن برامج التدريب وحتى ان لم يغيبوا حضروا للدورات التدريبية بلا اهتمام .
هذه السلوكيات لدى بعض الموظفين تؤكد نظرتهم السلبية للتدريب ، كما تؤكد عدم حرصهم على تطوير مهارات الفنية والإدارية ، كما أنها من جانب آخر تكشف لنا عن سوء تخطيط الاحتياجات التدريبية ، فالموظف يتم ترشيحه لدورة تدريبية ليست لها أي علاقة بمجال عمله الحالي ولا حتى المستقبلي لذلك يفقد الحماس للالتحاق بالدورات التدريبية وحتى ان التحق بإحدى الدورات فغالباً ما يكون حضوره غير منتظم وان حضر فلا يتفاعل ولا يشارك في النقاش اثناء الدورة ، وهو بدون شك عندما يعود لمزاولة عمله فلن يضيف جديداً لأساليب ادائه لعمله ، وسيستمر في أدائه لعمله بالطريقة المعتادة التي تعود عليها . وعندما نقيس اثر التدريب على الاداء بأي وسيلة من وسائل قياس أثر التدريب على الأداء فسنجد التأثير (صفر) ، وبالتالي بدل ان نضيف شيئا جديدا للموظف خسرنا موارد مالية وموارد زمنية ومجهودات ادارية ، والحصيلة (صفر) . ولذلك وحتى لا تضيع الموارد فيما لا طائل من ورائه ينبغي على ادارات التدريب في مؤسسات القطاع العام أن تخطط لبرامجها التدريبية وفقا لاحتياجات العمل ، ووفقا لتخطيط المسار الوظيفي ، ووفقا للحاجة الفعلية للموظف نفسه ، وليس فقط بهدف اكمال العدد للدورة المزمع عقدها ثم نأتي لنكتب في آخر العام تقريرنا السنوي : تم عقد 75 دورة تدريبية شارك فيها 1500 موظف بلغت تكلفتها كذا وكذا !
ويبقي تساؤل مستقبل التدريب الي اين ؟؟؟؟!!!!!!!!