أ. إيمان محفوظ باخريصة
بكالوريوس محاسبة خبرة أكثر من 20 سنة في مجال المحاسبة في الجمعيات الاهلية
لم تعد المراجعة الداخلية في الجمعيات الأهلية مجرد التزام شكلي أو مطلب نظامي، بل أصبحت أداة استراتيجية لإدارة المخاطر، وتعزيز الشفافية، وتحقيق كفاءة الأداء. ولأن الجمعيات تعمل غالباً في بيئة تطوعية معقدة، يصبح التطبيق العملي للمراجعة الداخلية أكثر أهمية من الطرح النظري.
أولاً: إعداد خطة المراجعة الداخلية
- تحديد الأولويات: تبدأ العملية بتقييم المخاطر في أنشطة الجمعية (مثل: جمع التبرعات، إدارة المشاريع، التوظيف، الصرف المالي).
- جدولة الفحص: إعداد خطة سنوية أو نصف سنوية تتضمن المجالات ذات الخطورة العالية أولاً.
- التنسيق مع الإدارة: مشاركة الخطة مع مجلس الإدارة لضمان تكاملها مع أهداف الجمعية.
ثانياً: آليات تنفيذ المراجعة
- المراجعة المستندية
- التحقق من وجود عقود رسمية للشراكات.
- مراجعة محاضر الاجتماعات والقرارات للتأكد من التزامها بالأنظمة.
- فحص كشوف الحسابات البنكية والتأكد من مطابقتها مع السجلات المالية.
- المراجعة الميدانية
- زيارة المشاريع للتحقق من تنفيذ الأنشطة فعلياً.
- مقابلة المستفيدين لقياس رضاهم عن الخدمات المقدمة.
- متابعة المخزون (مثل الأدوية أو المواد الغذائية) للتأكد من سلامة الإجراءات.
- المراجعة التقنية
- استخدام أنظمة إلكترونية (ERP أو Excel متقدم) لمطابقة العمليات المالية مع السياسات.
- استخراج تقارير مؤشرات الأداء ومقارنتها بالخطط المعتمدة.
ثالثاً: أدوات عملية للتطبيق
- قوائم فحص (Checklists): جاهزة لكل مجال (الموارد البشرية – المالية – المشاريع).
- نموذج تقييم المخاطر: لتحديد احتمالية وقوع الخطأ وتأثيره.
- نظام متابعة التوصيات: جدول يوضح ملاحظات المراجع، من نفذها، نسبة الإنجاز، والمدة الزمنية.
رابعاً: أمثلة تطبيقية
- في قسم التبرعات: مطابقة إجمالي التبرعات المودعة بالبنك مع الإيصالات الصادرة.
- في الموارد البشرية: التأكد من وجود عقود موقعة لكل موظف، وربطها بالمسيرات الشهرية.
- في المشاريع: مراجعة أن تقرير الإنجاز يتوافق مع البنود المالية المصروفة.
خامساً: دور مجلس الإدارة
- استلام تقارير دورية من وحدة المراجعة الداخلية.
- متابعة تنفيذ التوصيات وعدم الاكتفاء بالتقارير.
- استخدام نتائج المراجعة في تحسين السياسات وصنع القرار.
المراجعة الداخلية في الجمعيات الأهلية ليست مجرد نشاط رقابي، بل ممارسة عملية يومية تضمن الاستدامة، وتبني الثقة مع المانحين والمستفيدين، وتعزز الحوكمة. ولتحقيق أثرها، يجب أن تكون منهجية، دقيقة، وقابلة للقياس، مع اعتماد أدوات عملية تسهّل التطبيق وتحوّلها إلى قيمة مضافة.
رابط خدمة المراجعة الداخلية