التقويم الذاتي وتحقيق الأداء الأفضل

د. هنيدة بنت نزيه قدوري

 

“ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته، و ما لا يمكن إدارته لا يمكن تطويره”   بيتر دراكر

 

التقويم الذاتي هو عملية تشخيصية بالغة الأهمية تتضمن جمع معلومات بطريقة منتظمة ومستمرة حول الأداء وهو وسيلة أساسية ورئيسة في التحسين والتطوير؛ وتحقيق الأداء الأفضل وتجاوز المعوقات والتحديات في المستقبل.

والتقويم الذاتي للمؤسسة هو ممارسة منظمة ودورية يقوم بها أفراد المؤسسة للمراجعة الشاملة للأنشطة والنتائج وقياس الأداء ذاتيًا من خلال عمليات وإجراءات داخلية مقننة مستندة إلى منهجية معينة ومعايير معتمدة؛ ويتطلب ذلك جمع المعلومات والبيانات المدعومة والموثوقة بأدلة وشواهد حيال مستوى الأداء في الوضع الحالي وفحصها ومراجعتها وتحليلها ومقارنتها بالمعايير المطلوبة؛ للكشف عن جوانب القوة في الأداء وتمتينها، وتحييد الآثار السلبية لنقاط القصور والعمل على تصحيح الأخطاء، والتعرف على الفرص والتحديات ومن ثم بناء خطة التحسين والتطوير وتحديد الأولويات وتوزيع الموارد والتخطيط الواقعي والعملي للمؤسسة والنهوض بالكفاءة الداخلية والخارجية لها واتخاذ القرارات المستنيرة وفق النتائج المرصودة؛ للوصول للأهداف المنشودة والطموح المأمول لتحقيق رؤية المملكة 2030.

ويتم التقويم الذاتي في المؤسسة من خلال تشكيل فريق للتقويم الذاتي من ذوي الخبرة والاختصاص في المؤسسة؛ لقياس الأداء في جميع أرجاء المؤسسة؛ وإعداد خطة إجرائية مزمنة لنشر ثقافة التقويم الذاتي والذي يُكسب المؤسسة قيمة مضافة والتهيئة لتطبيقه باستخدام أدوات وتقنيات ومنهجيات متخصصة ووفق مقاييس ومعايير معتمدة لدى المؤسسة، ومن ثم استخلاص النتائج وتحليلها والخلوص بتوصيات وقرارات للتحسين والتطوير تساعد على ضمان المساءلة عن استخدام الموارد وتحقيق الأهداف كما تعزز الشفافية من خلال التواصل المفتوح وتبادل المعلومات وإشراك أصحاب المصلحة في عملية متابعة خطط التحسين يساعد في التأييد للمبادرات المستقبلية وتقديم الدعم اللازم لتنفيذها وإصدار أحكام حول جهودها التطويرية من حيث فاعليتها، وكفاءتها، وتحقيقها للتميز المؤسسي ،وأثرها، واستدامتها.

شارك المنشور

مقالات اخرى