د. حنان درويش عابد
تعتبر استراتيجية قياس الأداء بمثابة أداة إدارية قائمة على النتائج تُستخدم لتوجيه السياسات، والتطوير، كما تستخدم أيضاً بغرض المساعدة على مراقبة وتقييم نتائج المشاريع باستمرار بالإضافة إلى قياس كفاءة إدارة الموظفين، وتوجيه القادة لاتخاذ قرارات مستنيرة. وتقديم تقارير إدارية فعّالة وذات صلة ومترابطة، والتأكد من جمع بيانات الأداء الموثوقة بها لدعم عملية قياس الأداء بفعالية وشفافية.
وبالنسبة للبرامج والمشاريع الجديدة، ينبغي تطوير استراتيجية قياس أداء في مرحلة تصميم المشروع عندما يتم اتخاذ القرارات الرئيسية حول نموذج ذلك المشروع وحول منهجيات التسليم ومتطلبات إعداد التقارير، بما في ذلك متطلبات الطرف الثالث إن وجد. وأما المشاريع الحالية التي لا يوجد لها استراتيجية قياس أداء، فيجب تطوير استراتيجية قياس أداء لها في الوقت المناسب لضمان توافر بيانات الأداء الخاصة بأنشطة تلك المشاريع.
ولا يعد تطوير استراتيجية قياس الأداء سوى الخطوة الأولى في عملية قياس الأداء نفسها، فأثناء التنفيذ، يجب مراجعة إستراتيجية قياس الأداء بشكل دوري للحفاظ على قدرة أنشطة المشروع وعمليات تنفيذه على التناغم مع الخطط المرسومة بشكل متواصل. ويمثل نظام قياس الأداء عملية يتم تطويرها لتنفيذ استراتيجية المنظمات بشكل فعال، حيث يشمل ذلك تحديد العوامل الحاسمة التي تؤثر على النجاح العام للمؤسسة. وعندما يتم تحديد العوامل الاستراتيجية بشكل صحيح، وقياسها بشكل منتظم، يتم إعلام الموظفين بها، وبالتالي يكون لديهم الدافع لتحقيق تلك الأهداف التي تؤدي في نهاية المطاف إلى النجاح الشامل للمؤسسة. وفي حين أن الربحية هي عنصر واضح لدى المؤسسات الخاصة، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تحدد كلاً من الأهداف قصيرة وطويلة الأجل اللازمة لنمو المؤسسة ولأدائها العام. وتمثل بطاقة الأداء المتوازن مثالاً نموذجياً لنظام قياس الأداء المصمم لتحليل الأهداف من وجهات نظر متعددة. ويعزز الرصيد الناتج عن نظام قياس الأداء ما يمثل تتويجاً لتطابق الأهداف، ما من شأنه أن يشجع الموظفين على التفاعل بشكل متواصل بالطريقة التي تصب في مصلحة المؤسسة.
وكثيراً ما يساعد قياس الأداء الفعال القائد لاتخاذ تدابير مبتكرة لحل المشكلات التي تتعرض لها ا ، ويعتبر الحفاظ على المؤسسة ككل مرتكزاً على التحرك في الاتجاه الصحيح عند قياس الأداء، وعلى سبيل المثال، إذا كان نظام قياس الأداء لا يركز على استخلاص النتائج وفق إجراءات ونظم ومنهجيات واضحة، فإن نظام القياس سيَعرِض بيانات غير دقيقة ستقود إلى إجراءات خاطئة، وهذا ما يجعل من المهم بمكان أن تقوم المؤسسة بوضع منهجيات فهم واضحة لأدوات قياس الأداء تمكّن القائمين على تنفيذ هذه المهمة من فهم صحيح لطرق وأساليب قياس الأداء، وتنفيذ مهامهم وفق تلك المنهجيات والطرق وبالشكل السليم.