الأستاذة/ فاتن علي عابد
ماجستير في (أثر النظم المساندة لدعم القرار )
تعتبر (البيانات) النفط الثمين في هذا العصر ، فتعد عنصرا أساسيا في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز اتخاذ القرارات، حيث تساهم في تعزيز الفعالية و الكفاءة في مختلف القطاعات، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين ،وتتضمن الرؤية استراتيجيات واضحة لتحسين جودة البيانات وتعزيز استخدامها في مختلف المجالات الحكومية و الخاصة، حيث تولي المملكة العربية السعودية البيانات أهمية عظمى ايمانا منها على مدى انعكاس ذلك في تحقيق الرؤية من خلال الجوانب الرئيسية التالية :
- تحسين اتخاذ القرار: البيانات توفر معلومات دقيقة تساعد صناع القرار في وضع استراتيجيات فعاله تتماشى مع الأهداف المحددة في رؤية 2030 .
- تعزيز الكفاءة: فمن خلال تحليل البيانات يمكن تحسين العمليات الحكومية وزيادة كفاءة تقديم الخدمات ، مما يسهم في تحقيق رضا المواطنين .
- تطوير الاقتصاد الرقمي: تعد البيانات محركا أساسيا للابتكار في القطاع الرقمي ، مما يساعد في تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية .
- تحليل السوق: تساعد البيانات في فهم الاتجاهات الاقتصادية والسوقية مما يمكن المستثمرين من اتخاذ قرارات مستنيرة .
- توجيه الاستثمارات: يمكن استخدام البيانات لتحديد القطاعات الأكثر احتياجا للاستثمار مثل التعليم والصحة والطاقة المتجددة .
- تقييم الأداء: تستخدم البيانات في قياس أداء البرامج والمبادرات المختلفة مما يساعد في تعديل الإستراتيجيات حسب الاحتياج .
- تعزيز الشفافية: من خلال نشر البيانات الحكومية يمكن تعزيز الشفافية والمسائلة، مما يعزز الثقة .
- تحقيق التنمية المستدامة: لأنها تساهم في تقييم التأثيرات البيئة والاجتماعية للمشروعات ، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة .
- تحسين التعليم: يمكن استخدام البيانات لتحليل نتائج التعليم وتوجيه البرامج التعليمية بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل .
- تطوير المدن الذكية: البيانات تلعب دورا حيويا في تطوير المدن الذكية المعتمدة على التقنيات الحديثة مما يحسن جودة الحياة .
- تحسين تجربة المواطن : فمن خلال تحليل البيانات يمكن للحكومة من تقديم خدمات تلبي احتياجات المواطنين بشكل أفضل.
وأنشأت المملكة هيئات متخصصة تعنى بالبيانات مثل الهيئة العامة للإحصاء التي تعمل على جمع وتحليل البيانات الإحصائية لتوفير معلومات دقيقة حول الاقتصاد والمجتمع وتسعى الى توفير البيانات المفتوحة لتعزيز الشفافية ومساعدة الباحثين والمستثمرين في اتخاذ القرارات المستنيرة.
والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا): والتي تعمل الى تعزيز ثقافة وتطوير البيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة تماشيا مع الرؤيا من خلال إدارة البيانات وتعزيز الابتكار، وتحسين الخدمات الحكومية وجودتها وتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة ،والتعاون مع القطاع الخاص وتطوير المهارات وتحليل البيانات الضخمة في مختلف المجالات وتركز على الأمن السيبراني لذلك .
وتتجسد الاتفاقية الواعدة بين مدينة نيوم وشركة “داتا فولت” السعودية المتخصصة في استثمار وتطوير وتشغيل مراكز البيانات على مستوى العالم ، مثالا رائدا على استثمار البيانات بالمدن الذكية وذلك لتصميم مصنع ضخم للذكاء الاصطناعي يعمل كمركز بيانات متكامل وبقدرة اجمالية تصل الى 1.5 جيجا واط .
وتعتبر هذه الشراكة خطوة مهمة ومتقدمة في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركزا إقليميا رائدا للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي ،لتحقيق الرؤية الملهمة المبنية على الاقتصاد المستدام القائم على البيانات والتقنيات الذكية .