أخطر فجوة معرفية تواجه القيادات الإدارية


المستشار محمد العمودي

 

في عالم المنظمات، لا تُقاس قيمة القيادة بعدد الاجتماعات التي تُدار، ولا بعدد المشاريع التي تُطلق، بل بقدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على فهم شامل لموارد المنظمة، إمكاناتها، ومخاطرها. من هنا تبرز فجوة معرفية خطيرة كثيرا ما تُغفل، لكنها تحمل في طياتها تبعات كارثية: فجوة الفهم المالي لدى القيادات الإدارية.

 

الفهم المالي… مهارة قيادية لا يمكن تجاهلها
كثير من القيادات الإدارية، وخاصة في القطاع غير الربحي، يرون أن الإدارة المالية من اختصاص المحاسب أو المدير المالي فقط، ويكتفون بتقارير جاهزة لا يفهمون دلالاتها الحقيقية. وفي الوقت نفسه، يُتوقع منهم اتخاذ قرارات مصيرية: اعتماد موازنات، تقييم كفاءة الإنفاق، اختيار أولويات التمويل، والموافقة على مشروعات أو شراكات ذات أثر مالي.

هذه المواقف وغيرها تتطلب فهما ماليا أساسيا يُمكّن القائد من:
قراءة البيانات المالية وتحليلها بوعي.
فهم تأثير قراراته على الوضع المالي العام.
• تقدير التكاليف والعوائد بدقة قبل اعتماد المبادرات.
مراقبة الأداء المالي واتخاذ إجراءات تصحيحية عند الحاجة.
عندما يفتقر القائد لهذه المهارات، يتحول من صانع قرار إلى منفذ غير مدرك لتبعات اختياراته، ويصبح التوجه الاستراتيجي للمنظمة عرضة للانحراف دون أن يشعر.

النتائج الواقعية لفجوة الفهم المالي
ضعف الفهم المالي لا يؤدي فقط إلى قرارات ضعيفة، بل قد تكون له تبعات أخطر بكثير، منها:
1. الاعتماد على الحدس بدل التحليل
في غياب المعرفة المالية، تُبنى القرارات غالبا على الانطباعات أو الضغوط أو الرغبات الشخصية، لا على بيانات دقيقة. وقد يؤدي ذلك إلى تبني مشاريع غير قابلة للتنفيذ ماليا، أو رفض فرص ذات جدوى حقيقية.

2. فقدان القدرة على تقييم المخاطر
كل قرار إداري يحمل في طياته مخاطر مالية مباشرة أو غير مباشرة، مثل ارتفاع التكاليف، أو عدم كفاية الإيرادات، أو التأخر في تحصيل المستحقات. من لا يمتلك مهارات التقييم المالي لن يتمكن من تقدير هذه المخاطر، فضلا عن إدارتها.

3. الاعتماد الكامل على الفريق المالي
بينما يجب أن يكون الفريق المالي شريكا في القرار، فإن ترك كل التقدير المالي له دون فهم من القادة يُفرغ القيادة من دورها، ويضعف قدرتها على المتابعة والمساءلة واتخاذ القرار

4. انخفاض ثقة الجهات المانحة والشركاء
في القطاع غير الربحي خاصة، تعد الشفافية المالية وحُسن إدارة الموارد من أبرز المؤشرات التي ينظر إليها المانحون. وعندما تفتقر القيادة للقدرة على مناقشة وتحليل الجوانب المالية، تفقد ثقة الشركاء وتفشل في جذب الدعم المستدام.
هل الفهم المالي يعني تعقيد الأدوار القيادية؟
ليس بالضرورة. الهدف ليس تحويل القائد إلى خبير محاسبة، بل منحه القدرة على قراءة وفهم وتحليل البيانات المالية الأساسية، وتوجيه قراراته بناء على رؤية مالية واضحة.

الفهم المالي للقائد يعني:
• أن يفهم الفرق بين السيولة والربحية.
• أن يقرأ قائمة المركز المالي ويعرف الوضع الحقيقي للموارد والالتزامات.
• أن يعرف كيف يُفسر المؤشرات المالية الأساسية: كالعجز والفائض والانحرافات.
• أن يشارك في وضع الميزانية بمنهجية منطقية وليس بنهج تقليدي مكرر.

اكتساب المعرفة المالية ليس خيارا… بل ضرورة استراتيجية
في السنوات الأخيرة، أصبحت الكفاءات المالية جزءا أساسيا من معايير التميز المؤسسي والحَوْكمة. ومن هنا أصبح تطوير وعي القيادة بالمالية أمرا ملحا، خاصة في المنظمات التي تسعى لتحقيق الاستدامة، وتعزيز الشفافية، والحد من المخاطر.
وقد أثبتت التجارب أن المنظمات التي تستثمر في تطوير مهارات قادتها المالية تحقق نتائج أفضل، وتصبح أكثر قدرة على التكيف، وأكثر مرونة في التعامل مع الأزمات المالية والقرارات التمويلية.

الحل: تأهيل احترافي مصمم خصيصا للقيادات الإدارية
انطلاقا من هذه الفجوة، قمنا – بالشراكة مع معهد البحوث والاستشارات بجامعة جازان – بتصميم دورة تدريبية احترافية تحت عنوان “المالية لغير الماليين في القطاع غير الربحي”، وبشهادة معتمدة من جامعة جازان، تستهدف جميع الفاعلين في المواقع القيادية داخل المنظمات، سواء كانوا رؤساء أو أعضاء مجالس، مدراء تنفيذيين، أو مديري إدارات ومشاريع.

الدورة لا تكتفي بتقديم المعرفة النظرية، بل تقدم:
• نماذج مالية عملية لفهم الواقع المالي للمنظمة.
• تطبيقات واقعية على تحليل القوائم المالية.
• مهارات في اتخاذ القرار المالي وتحليل البدائل.
• أدوات لتقدير المخاطر وإدارة الميزانيات بكفاءة.

 

دعوة للتسجيل قبل فوات الفرصة
إن إدراكك اليوم لخطورة فجوة الفهم المالي هو أول خطوة نحو تقليصها. لا تنتظر حتى تتخذ قرارا خاطئا لتدرك أهمية المهارات المالية، ولا تؤجل الاستثمار في تطوير قدراتك القيادية المالية.

 

🔹 سجّل الآن في قائمة الانتظار في دورة “المالية لغير الماليين في القطاع غير الربحي” واحصل على شهادة معتمدة من جامعة جازان.

🔹 رابط التسجيل:

المالية لغير الماليين

🔹 المبادرة الآن تعني قيادة أكثر وعيا واستدامة أكثر أمانا.

شارك المنشور

مقالات اخرى