د. حنان درويش عابد
يمكن تعريف التخطيط الاستراتيجي على أنه عملية استخدام المعايير المنهجية في صياغة الاستراتيجية وتنفيذها وتوثيق التوقعات التنظيمية رسمياً، والتخطيط الاستراتيجي بشكل عام هو عملية يمكننا من خلالها تصوّر المستقبل وتطوير الإجراءات والعمليات اللازمة للتأثير على ذلك المستقبل. ويتكون التخطيط الاستراتيجي من مجموعة من العمليات الأساسية التي تهدف إلى استغلال وضع ما لخلق نتيجة أكثر ملاءمة للمؤسسة.
ويوفر التخطيط الاستراتيجي التوجيه العام لوحدات محددة في المنشأة مثل الجانب المالي، والمشاريع، والموارد البشرية، والتسويق. وقد يساعد التخطيط الاستراتيجي على تحسين الإنتاجية عندما يكون هناك إجماع حول مهمة ما، وعندما تعتمد معظم إجراءات العمل على اعتبارات تقنية أو تكنولوجية أو مبتكرة.
وكانت أول الدراسات التي تناولت العلاقة بين التخطيط والأداء قد ظهرت في الستينيات بعد التوسع السريع في التخطيط الاستراتيجي الرسمي في تلك الحقبة. وعلى الرغم من أن الدراسات استخدمت منهجيات وتدابير متنوعة، إلا أن القاسم المشترك بينها كان في استكشاف نتائج الأداء المالي للأدوات والتقنيات الأساسية وأنشطة التخطيط الاستراتيجي الرسمي، من خلال التركيز على جمع المعلومات بطريقة منهجية، واستخدام أبحاث السوق، والنمذجة الحاسوبية، واجتماعات التخطيط الرسمية، ووضع الخطط طويلة المدى. ولم تتطرق الدراسات الأولية بشكل عام للعلاقة بين الأداء ومهارة التخطيط، ولكنها ركّزت على العلاقة بين الأداء ومدى التخطيط الرسمي. ويساعد التخطيط الاستراتيجي المنشأة على الاستفادة من نقاط قوتها، والتغلب على نقاط الضعف فيها، والاستفادة من الفرص المتاحة لها في المستقبل، والدفاع عن المؤسسة ضد التهديدات التي تواجهها.
ويُسهّل التخطيط الاستراتيجي الإدارة المناسبة لعملية ما، كما يستخدم لتحديد الأولويات، وتحسين الاستخدام الأمثل للطاقة والموارد، وتعزيز العمليات، وضمان أن يعمل الموظفون جنباً إلى جنب مع الإدارات المختلفة نحو تحقيق أهداف مشتركة، وتحديد رؤية مشتركة حول النتائج وتقييم وضبط اتجاه المنشأة في الاستجابة للبيئة المتغيرة.
ولتعزيز قيمتها التنافسية في السوق وتحسين مخرجات الأداء الثابت بالنسبة إلى منافسيها، فإن الأهداف الرئيسية التي يجب على منظمات الأعمال على وجه الخصوص أن تسعى جاهدة لتحقيقها تشمل تحديد التغييرات اللازمة للتأثير الإيجابي لمؤشرات المنشأة الرئيسية، وبدون وجود استراتيجية واضحة، ستحدد وحدات المنشأة جدول أعمالها الخاص بها، وستكون هناك جهود غير منسقة وغير مركّزة لتحسين جودة الأداء.
إن الخطة الاستراتيجية ليست سوى أداة واحدة ضمن مجموعة أدوات إدارة الأداء في المنشأة ، ولكن علينا أن نتذكر أنها بالتأكيد أداة حيوية وبالغة الأهمية. وتعمل الاستراتيجية الجيدة على قياس الأداء المتوازن في المؤسسة، وتحسين العمليات التي تتدفق باتجاه الأنظمة المحددة، وهي في ذات الوقت تعمل على بناء هيكل تنظيمي قوي لضمان دعم المنظمة فيما يتعلق بسير العمليات التشغيلية. كما تعمل الخطة الاستراتيجية على وضع إحصائيات الإنتاج للوحدات التنظيمية، وتحديد الحوافز والمكافآت لتحسين الأداء.
وبوجهٍ عام، على كل منشأة أن تبدأ بتقييم نظام التخطيط فيها والخطة الاستراتيجية المعتمدة لديها. وعلى الإدارة في المؤسسات التأكد من وجود جدول أعمال استراتيجي فيها يستهدف النمو والابتكار، فضلاً عن الأنظمة والهياكل الداخلية. كما أن المؤسسات عليها أن تعرف حجم تأثير العمل الذي تقوم به لتعرف فيما إذا كان يحقق التأثير المطلوب لفهم مدى تناغم الجهود المبذولة فيها مع خطتها الاستراتيجية.