المراجعة الداخلية = الثقة + الحوكمة + الاستدامة..

أ. عبير الشمري
بكالوريوس محاسبة خبرة أكثر من 10 سنة في المحاسبة في الجمعيات الأهلية

 

مقدمة
المراجعة الداخلية داخل الجمعيات الأهلية ليست مجرد إجراء روتيني للتفتيش أو التدقيق، بل هي أداة استراتيجية لضمان الحوكمة الرشيدة، والشفافية، واستدامة الموارد. ومع ذلك، قد يلتبس على الكثيرين فهم آلية عمل المراجعة الداخلية داخل بيئة الجمعيات الأهلية، خصوصاً مع خصوصية هذا القطاع واختلافه عن الشركات الربحية.

أولاً: الهدف الأساسي من المراجعة الداخلية ضمان سلامة الموارد: التأكد من أن التبرعات والمنح تُصرف وفق الأهداف المعلنة.
• دعم الحوكمة: مساعدة مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.
تحسين الأداء: رصد جوانب القوة والضعف في الأنشطة والبرامج والمشروعات.
تعزيز الثقة: رفع مستوى المصداقية أمام المانحين، الجهات الحكومية، والمجتمع.

ثانياً: آلية العمل – خطوات عملية
1. تحديد نطاق المراجعة
يشمل مراجعة الأنشطة المالية، الإدارية، والبرامجية. يتم الاتفاق مسبقاً على المجالات ذات الأولوية (مثل: التزام باللوائح، كفاءة استخدام الموارد).
2. إعداد خطة سنوية للمراجعة
يتم وضع خطة عمل معتمدة من مجلس الإدارة أو لجنة المراجعة، تحدد:
o البرامج المستهدفة
o الجدول الزمني
o أدوات وأساليب المراجعة
3. جمع الأدلة والمستندات
o التدقيق في الفواتير والإيصالات.
o مراجعة محاضر الاجتماعات وقرارات المجلس.
o فحص تقارير الأداء للبرامج والمشروعات.
4. إجراء المقابلات والملاحظات الميدانية
لا تقتصر المراجعة على المستندات فقط، بل تمتد لمقابلة الموظفين، المتطوعين، والمستفيدين لرصد مدى مطابقة الواقع للتقارير الرسمية.
5. تحليل النتائج
o مقارنة الأداء الفعلي مع الخطط والأهداف.
o تحديد مواطن الخلل أو المخاطر (مثل ضعف الضبط المالي أو غياب آليات متابعة).
6. إعداد تقرير المراجعة الداخلية
يجب أن يتضمن:
o النتائج بموضوعية ووضوح.
o التوصيات العملية القابلة للتنفيذ.
o الأولويات التي يجب أن تركز عليها الإدارة.
7. المتابعة
لا تنتهي مهمة المراجع بتسليم التقرير، بل تمتد لمتابعة تنفيذ التوصيات والتأكد من معالجتها.

ثالثاً: أدوار ومسؤوليات أساسية
• المراجع الداخلي: مستقل عن الأنشطة التنفيذية، يعمل كعين محايدة.
• مجلس الإدارة/لجنة المراجعة: يتلقون تقارير المراجعة ويتابعون تنفيذ التوصيات.
• الإدارة التنفيذية: مسؤولة عن تصحيح الأخطاء وتحسين الإجراءات.

رابعاً: إزالة اللبس الشائع
• المراجعة الداخلية ليست تفتيشاً أو اصطياداً للأخطاء: بل هي عملية دعم للإدارة لتحقيق الكفاءة والشفافية.
• ليست بديلاً عن التدقيق الخارجي: المراجعة الداخلية مستمرة ودورية، بينما التدقيق الخارجي غالباً سنوي وموجّه للجهات الرسمية.
• ليست مقتصرة على الأمور المالية: بل تشمل الحوكمة، البرامج، الموارد البشرية، وإدارة المخاطر.

خاتمة
المراجعة الداخلية في الجمعيات الأهلية تمثل خط الدفاع الأول ضد أي خلل قد يعيق تحقيق رسالتها. هي عملية تشاركية تبني الثقة وتعزز الاستدامة، إذا ما مورست بآلية واضحة، شفافة، وبروح داعمة للتطوير لا للمحاسبة فقط.

 

 

رابط خدمة المراجعة الداخلية

https://hdac.sa/internal-audit/

شارك المنشور

مقالات اخرى